رغم سِنِّهِ الباكرة الشباب
أدمَغَ من يظنون أن السن المتقدمة وحدها دليل الخبرة والتمرس.. حكى بشيءٍ من
الألم تاريخه الذي يبدو رغم قِصَره حاشداً بالمرارات التي تركت على بلُّورِهِ الفكري شروخاً من
سوء فهم الآخر وقصد الآخرين احتقار ما يبدع!!
منذ ما يقرب العقدين وهو يطارد خيط
الضوء الذي طال حلم أنَّه حتماً سيثقب عتمة الملل ورتابة الحال حتى جاء مطاف صبره
بالبرونزيات ولمعان الاسم من تحدِّيه للذين سرقوا الشمس ولم يتركوا خلفهم أثراً
للشجب ولا الإدانة ولا كسر الركون..
الطيب صديق.. واحدٌ من أولئك
القلة الذين صبروا على حالهم!! فحين يحكي تجاربه تكون اختلاجات صوته مؤثرات للمشهد
بكامله عن كيف كانوا يقتسمون جيوبهم بين مطلوبات مهنتهم -إذ كانوا وقتها ينتمون لتلفزيون
عطبرة- وبين ألا تظل أمعائهم تصيح. فشح الحال في ذلك الزمان من بدايات العام 1994م
وتمتد قصته التي لا تنتهي .. كان من يحدثهم يستمعونه بشيء من اللهفة، وبشيءٍ من
الإعجاب!! كيف وهو مقتبلٌ في العمر ويصنع المعجزات؟!